قلبك من أي القلوب ؟؟!؟!؟!؟
ها نحن نراهم في كل غدوة وروحة ,يلهثون وراء سراب الدنيا الزائف .. يدمعون المال , وينشدون الجاه .. ويطلبون المجد ... ومع هذا لا نرى أحدهم إلا مهموماً مغموماً , يزفر الآهات , ويستنشق الغصص ..
وفي المقابل قوم علموا أن الفلاح في إصلاح هذا القلب الصغير , فوجدوا الفرق وذاقوا الطعم .
وتذكر ..... كم من شقي ما علم أنه شقي , وكم من راكض يسعى خلف سراب . وكم من واقف يحسب إنه يسير.... وانظر من أي القلوب قلبك في قول ابن القيم رحمه الله :
القلوب ثلاثة :
القلب الأول : قلب خال من الإيمان وجميع الخير , فذلك قلب مظلم قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس إليه , لأنه قد اتخذه بيتاً ووطناً , وتحكم فيه بما يريد , وتمكن منه غاية التمكن .
القلب الثاني : قلب قد استنار بنور الإيمان , وأوقد فيه مصباحه , لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف الهواء , فللشيطان هناك إقبال وإدبار , ومجالات وطامع , فالحرب دول وسجال .. .. .. وتختلف أحوال هذا الصنف بالقلة والكثرة , فمنهم من أوقات غلبته لعدوه أكثر , ومنهم من هو تارة وتارة ..
القلب الثالث : قلب محشو بالإيمان , قد استنار بنور الإيمان , وانقشعت عنه حجب الشهوات , وأقلعت عنه تلك الظلمات , فلنوره في صدره إشراق , ولذلك الإشراق إيقاد , لو دنا منه الوساوس , احترق به , فهو كالسماء التي حجبت بالنجوم , فلو دنا منها الشيطان يتخطاها , رجم فاحترق , وليست السماء بأعظم حرمة من المؤمن , وحراسة الله تعالى له أتم من حراسة السماء , والسماء متعبد الملائكة , ومستقر الوحي , وفيها أنوار الطاعات , وقلب المؤمن مستقر التوحيد , والمحبة , والمعرفة , والإيمان , وفيه أنوارها , فهو حقيق أن يحرس ويحفظ من كيد العدو , فلا ينال منه شيئاً إلا خطفه ... ....
نسأل الله جل وعلا أن يكون قلوبنا جميعاً من النوع الثالث .. وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...