دونا نـــــــعـــــــــيــــــــــــش

*
*
*

دعـــونـــا نــعــيــش
دعـــونــا نــتـنـفــس

ثلاث سنوات مضت غيرت تركيبة المجتمع السعودي الذي كان يعيش بسلام ويبحث عن الراحة و الاطمئنان من دون مضادات حيوية أو مهدئات وقتية كانت الابتسامة لا تفارقه و راحة البال قريبه منه لكن حدثت الطفرة كما سـُـميت وقتها طفرة الأسهم التي ستحوله من المكتفين مادياً إلى الأغنياء في لمحة بصر وأصبح الكل مجنوناً بها و الجاهل من لم يكن لديه محفظة بنكية بيعت البيوت و أخذت القروض فالغنى على الأبواب و الفرصة قد لا تتكرر ثانية مرت الأيام فمجرد كبسة زر ستصبح شخص آخر وبعد فترة حدث الانهيار للسوق والانكسار للقلوب ففي لمحة بصر سقطت الأسهم و أصبح المجتمع من باحث عن مال إلى باحث عن لقمة يسد بها جوعه أو ثوباً يكسو جسمه أو مالاً يسدد بها ديونه فانهيار سوق الأسهم كانهيار مبنى التجارة لا يعرف المتسبب ولا من وراء ذلك لكن عـُـرف شيئاً واحداً وهو هدم القلوب قبل البيوت انهيار تقبله المجتمع على مضض فليس بيده أي شيء يقدمه لا صوت مسموع ولا حزن يفيد ..

قبل فترة بسيطة ارتفعت الأسعار بشكل جنوني و كأنها تكمل الانكسار و تهدم ما بقي من صمود , لن أتكلم عن ذلك فلست مقيماً لأسباب ولا مفند لمبررات لكن في هذه النقطة سأتكلم عن موقف آلمني كثيراً و كسر قلبي .. دخل شخص كبير الصيدلية طالباً لحليب لابنه لم يطلب الأفضل ولا الأغلى فائدة بل قال حرفياً " عطني أرخص حليب أطفال عندك " تأملوا العبارة جيداً و شاهدوا كم تحمل من قسوة زمن و ظلم مسوؤل .. عرف الشعب اليورو لأنه قيل هو السبب في هذا الارتفاع ولا نعلم حتى الآن هل اليورو حمال أسيه أم شماعة لغباء وزير وقل اهتمام وزارة ..

تتوالى حكاية المجتمع مع ارتفاع الأسعار فالآن راتب الشخص لا يكفيه فهل هو للمعيشة أم لتسديد الديون أو للفواتير و أجار المنزل لكن كل ما سبق بكفه وما يفعله رجال المرور في كفة أخرى فعندما يتحول رجل الأمن من حافظ للأمن إلى باحث عن مال فقل على الدنيا السلام ..
عندما يصدر ضابط برتبة عالية أوامره بأن يكون عمل الأفراد إصدار أكبر عدد من القسائم على المواطنين و محاولة مضاعفتها فهذه مصيبة ..
صديقي يعمل في المرور قبل أسبوع كان هو المسئول عن مجموعته اتصلت عليه مستفسراً عن وقت حضوره للاستراحة فقال لم ينتهي الدوام و عندما سألته ما السبب في هذا التأخر قال و ليته لم يتكلم أن دوامه انتهى لكن طلب من الأفراد العمل ساعة إضافية تقريباً .. ما السبب يا ترى ؟!!

هل هو حفظ للأمن ؟ هل الحركة المرورية تتطلب تواجدهم ؟!!
السبب بكل اختصار و أسف

أنه طلب منهم زيادة عدد القسائم من 130 قسيمة إلى 230 قسيمة وعند الوصول لهذا العدد ينتهي دوامهم !!!!

مصيبة هذا التفكير و مصيبة هذا التوجه لكن لا نقول إلا لنا ربنا ..

هذه حكاية مجتمعي خلال ثلاث سنوات مضت سردت البعض و أهملت البعض لكنها بالتأكيد حكاية حزينة ..

** نقطة نقاش **

ما الذي حدث لنا ؟
وهل تطورات المجتمع و الحالة الاقتصادية المؤلمة للبعض سببها الدولة أم المسؤليين أم نحن ؟

الآن سيردد مجتمعي

دعونا نموت بهدوء